قلوبنا .. مابين حب وكره

0
10/26/2013
هل يمكن ان احب بلا سبب؟! اذا كان نعم، فيعني انني أكره بلا سبب، وهل يعقل ان احب او ان اكره بلا سبب؟!

في الحقيقة انا اشعر بهذا الشعور وربما يشعر به الجميع لكن لست مقتنعا ابدا انه بلا سبب ففي القران الكريم يقول ربنا عن ذي القرنين (إنا مكنا له في الارض وآتيناه من كل شيء سببا) ومعنى (وآتيناه من كل شيء سببا) اي جعل الله لكل شيء سبب، وهذا يعني ان كل شيء يحدث في حياتنا له سبب وكل شيء نواجهه له سبب، وهذا الاعتقاد بالنسبة لي هو امر مريح ويقبله العقل سواء اكتشفت سبب ذلك الامر او خفي المهم ان هناك سبب. اذا الحب بلا سبب او الكره بلا سبب امر غير مقبول وفق هذه الآية.

لنبدأ بالكره دعونا نحصر أسباب الكره بشكل عام عادة يكون الكره بسبب ظلم او عداء وقد يكون بسبب موروث ثقافي او اجتماعي او موقف سيء حدث للإنسان او شاهده وأحيانا يكون بسبب الحسد او الغيرة وقد يكون بسبب ان الله لم يكتب القبول لذلك الانسان في قلوب الناس فيشعر بالكره من قبلهم وايضاً هذا له سبب.

واما الحب فهو عالم جميل وكبير فيصعب حصر أسبابه ومسبباته فهي كثيرة وتختلف من شخص لآخر، ولعل الجملة الشهيرة التي تقول الحب من أول نظرة شاملة للكلام عن الحب.

لكن هل كل علاقاتنا قائمة على الحب والكره؟ بالطبع لا هناك القبول والالفة وفي المقابل الرفض او النفرة وهذه هي الحالة الطبيعية للناس في علاقاتهم وتعاملاتهم، بينهم ألفة ومودة وبينهم رفض ونفرة ولعلنا نتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف ) وهذا الحديث بالذات يسمعه المقبلون على الزواج، لكي يجد كل منهما من يرتاح له، ومن الطبيعي اننا سنعيش وسوف نتعامل مع الجميع، معارف وأقرباء وأصدقاء وغرباء منهم الذي يحبك والذي يكرهك ومنهم الذي يودك والذي لا تبادله اي شعور ما لكن الأهم هي لغة التعامل التي ستبادلهم بها وهي بلا شك لغة الاحترام.

فاحترامك وتقديرك لمن حولك دليل على وعيك وعلو نفسك وكرم نشأتك فتعاملك الجيد مع الصغير والكبير والرفيع والوضيع مع العامل وغيره دليل على تحضرك ورقي ثقافتك. قد يُكتب لك ان تعمل مع من لا تتوافق معهم فيبقى الاحترام لغتكم او ان تتزوج مع من لا تبادلها اي مشاعر فيبقى الود بينكما، واذكركم بالرجل الذي جاء إلى عمر رضي الله عنه يستشيره في طلاق امرأته ، فقال له عمر : لا تفعل فقال الرجل: ولكني لا أحبها قال عمر: ويحك وكم من البيوت يبنى على الحب؟ فأين الرعاية وأين التذمم؟
نعم أين الرعاية وأين التذمم؟ لنحب ولنكره .. لنتوافق ولنختلف .. ليبقى الاحترام والتقدير شعارنا وطريقتنا في التعامل مع كل احد قدر الإمكان .. فالاختلاف لا يفسد للود قضية.

About the author

Donec non enim in turpis pulvinar facilisis. Ut felis. Praesent dapibus, neque id cursus faucibus. Aenean fermentum, eget tincidunt.

0 comments: